يصنعونها للإضرار بالناس، ومن شرِّ أعمال الحاسدين الذين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله.
والعجيب حقاً أننا نجد النظام ذاته تماماً يتكرر في كل من المقطعين الجديدين:
المقطع الأول
لنكتب المقطع الذي يعبر عن الاستعاذة من شر الخلْق، وتحت كل كلمة ما تحويه من حروف البسملة:
من شرّ ما خلقو من شرّ غاسق إذا وقب
2 1 2 1 0 2 1 2 2 1
العدد الذي يمثل توزع حروف البسملة هو 1221201212 من مضاعفات السبعة:
1221201212=7×174457316
المقطع الثاني
والآن نجد النظام ذاته يتكرر، لنكتب المقطع الذي يمثل الاستعاذة من شر أعمال الخلْق، وتحت كل كلمة وا تحويه من حروف البسملة:
و من شرّ النفثت في العقد و من شرّ حاسد إذا حسد
0 2 1 3 1 2 0 2 1 3 2 2
إن العدد الذي يمثل توزع حروف البسملة هو 223120213120 من مضاعفات السبعة أيضاً:
223120213120 =7×31874316160
إن هذا النظام المُحكَم لم يأت عن طريق المصادفة العمياء , بل هو من عند الله عَزَّ وجَلَّ, ولكي نزداد يقيناً بعظمة هذه المعجزة نقوم بإحصاء الكلمات تصنيفها حسب ما تحويه من حروف البسملة.
في هذه السورة كلمات تحتوي على حرف واحد فقط من حروف البسملة مثل كلمة (قُلْ) التي تحوي حرف اللام فقط، و (أعُوذُ) التي تحوي حرفاً واحداً من البسملة هو الألف، وكلمة (وَقَبَ) التي تحوي حرف الباء فقط.... وهكذا. وهذه الكلمات عددها 9.
هنالك أيضاً كلمات احتوت على حرفين من حروف البسملة مثل كلمة (غاسق) والتي تحوي حرفين من البسملة هما الألف والسين وكلمة (مِنْ) التي تحوي حرفين أيضاً هما الميم والنون... وعدد هذه الكلمات هو 10.
أما الكلمات التي تحتوي على ثلاثة حروف من البسملة مثل (إلهِ) فعددها 4 كلمات.
لنكتب هذه النتائج في جدول:
حرف واحد حرفان ثلاثة حروف
9 10 4
إن العدد 4109 من مضاعفات السبعة:
4109= 7×587
لنوجِّه سؤالاً لكل من لا يقتنع بالإعجاز الرقمي فنقول:
هل يمكن للمصادفة أن توزِّع حروف البسملة في سورة الفلق بنظام يقوم على الرقم سبعة, ثم تأتي هذه المصادفة لتوزِّع حروف البسملة على كل مقطع من مقاطع السورة بنفس النظام , ثم تأتي المصادفة لترتب ما تحويه كلمات السورة من حروف البسملة بالنظام ذاته؟
إذا كانت هذه جميعاً مصادفات تتكرر في المعوِّذة الأولى , فهل يمكن للمصادفات ذاتها أن تتكرر بشكل كامل في المعوِّذة الثانية؟ لنقرأ الفقرة الآتية ونستيقن بأن هذا القرآن لا يحوي مصادفات إنما هي معجزات.
سورة الناس
نقوم الآن بتكرار الخطوات السابقة مع آخر سورة في القرآن، وهي سورة الناس. لنكتب سورة الناس ونخرج ما تحويه كل كلمة من حروف البسملة:
قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس
1 1 3 5 2 5 3 5
من شرّ الوسواس الخناس الذي يوسوس في
2 1 5 5 3 3 1
صدور الناس من الجنة و الناس
1 5 2 4 0 5
إن العدد الذي يمثل توزع حروف البسملة عبر كلمات هذه السورة هو: 504251133551253525311، إن هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة تماماً!! وهو يساوي:
= 7 × 72035876221607646473
ولكي نزيل أي شك بالمصادفة نلجأ كما فعلنا سابقاً إلى تقسيم السورة إلى مقطعين، استعاذة بالله واستعاذة من الشيطان:
1 ـ استعاذة بالله تعالى وصفاته: (قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس).
2 ـ استعاذة من الشيطان وصفاته: (من شرّ الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس).
في كلا المقطعين نجد النظام ذاته يتكرر! نكتب المقطع الأول وتحت كل كلمة ما تحويه من حروف البسملة:
قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس
1 1 3 5 2 5 3 5
سوف نجد العدد 53525311 من مضاعفات السبعة!
53525311 = 7 × 7646473
ويتكرر النظام ذاته في المقطع الثاني:
من شرّ الوسواس الخناس الذي يوسوس في
2 1 5 5 3 3 1
صدور الناس من الجنة و الناس
1 5 2 4 0 5
العدد 5042511335512 من مضاعفات السبعة أيضاً:
5042511335512 =7 × 720358762216
والآن نقوم بالعمل السابق ذاته وهو إحصاء لمحتوى كل كلمة من حروف البسملة كما فعلنا في الفقرة السابقة تماماً، لنجد أن هنالك كلمات في هذه السورة تحتوي على حرف أو حرفين أو ثلاثة حروف أو أربعة حروف أو خمسة حروف من البسملة كما يلي:
1 ـ عدد الكلمات التي تحتوي على حرف واحد من البسملة هو 5.
2 ـ عدد الكلمات التي تحتوي على حرفين من حروف البسملة هو 3.
3 ـ عدد الكلمات التي تحتوي على ثلاثة حروف من البسملة هو 4.
4 ـ عدد الكلمات التي تحتوي على أربعة حروف من البسملة هو 1.
5 ـ عدد الكلمات التي تحتوي على خمسة حروف من البسملة هو 7.
حرف حرفان ثلاثة أربعة خمسة
5 3 4 1 7
إن العدد 71435 من مضاعفات السبعة:
71435 =7×10205
إن هذه النتائج تؤكد أن الله عَزَّ وجَلَّ قد رتب حروف البسملة في آيات وسور كتابه بنظام مُحكَم , ولكينزداد يقيناً بمصداقية هذا النظام الإلهي نذهب إلى أعظم آية من كتاب الله لنرَ كيف تتجلّى حروف(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) في كل كلمة من كلمات هذه الآية العظيمة بنظام يقوم على الرقم سبعة أيضاً.
أعظم آية في القرآن
هكذا حدثنا رسول الله، عن أعظم آية في كتاب الله تعالى , وهي آية الكرسي:
(اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) [الآية 255 من سورة البقرة]. إذا عبَّرنا عن كل كلمة من كلمات هذه الآية العظيمة برقم يمثل ما تحويه من حروف البسملة، فإننا نحصل على عدد شديد الضخامة والذي يمثل توزع حروف البسملة في كلمات آية الكرسي:
اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ
4 2 3 3 1 4 4 2 2 3
وَ لاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَوَتِ وَ مَا فِي الأَرْضِ
0 2 2 2 2 1 4 0 2 1 4
مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ
2 1 3 1 2 3 4 3 2 3
أَيْدِيهِمْ وَ مَا خَلْفَهُمْ وَ لاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ
5 0 2 3 0 2 4 2 2
عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَتِ وَ الأَرْضَ
3 3 3 1 1 4 4 0 4
وَ لاَ يَؤُدُهُ حِفْظُهُمَا وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ
0 2 2 4 0 1 4 4
نكتب العدد الذي يمثل توزع حروف البسملة في كلمات آية الكرسي على سطرين:
12412041222203224413324 43213
44104220404411333224203205323
هذا العدد من مضاعفات السبعة تماماً! إن هذه النتيجة الرقمية الثابتة تؤكد أن حروف البسملة لها نظام موجود في آيات القرآن , وقد رأينا جانباً من هذا النظام في أعظم آية من القرآن. وتأمل كلمة (السماوات) كيف كُتِبت في القرآن من دون ألف هكذا (السَّمَوَتِ) , ولولا هذه الطريقة الفريدة في رسم الكلمات لاختل هذا النظام المُحكَم.
توزع عجيب
في القرآن الكريم 114 بسملة موزعة بنظام معيّن على سور القرآن بحيث نجد في بداية كل سورة بسملة باستثناء سورة التوبة حيث لا توجد هذه البسملة. ولكن هنالك سورة توجد فيها بسملتان في أوّلها وفي سياق آياتها، وهي سورة النمل في قوله تعالى: (إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) [النمل: 27/30]. والشيء العجيب جداً هو أن هذا التوزع لـ ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) في سور القرآن له حكمة سوف ندرك جزءاً منها من خلال الحقيقة الرقمية الآتية.
فلو قمنا بدراسة توزع هذه البسملات عبر سور القران كلِّه فسوف نرى توافقاً مذهلاً مع الرقم سبعة. لنخرج من كل سورة ما تحويه من البسملات، فمثلاً سورة الفاتحة تأخذ الرقم 1 لأنها تحوي بسملة واحدة، وسورة البقرة كذلك تأخذ الرقم 1 لأنها تحتوي على بسملة واحدة في مقدمتها، وكذلك سورة آل عمران... وهكذا.
أما سورة التوبة فتأخذ الرقم صفر، لأنها لا تحتوي على أية بسملة. بينما سورة النمل تأخذ الرقم 2 لأنها تحتوي على بسملتين في أولها وفي سياق آياتها... وهكذا. عند صفّ هذه الأرقام يتشكل لدينا عدد من 114 مرتبة بعدد سور القرآن وهو:
11111111111211111111111111111011111111
11111111111111111111111111111111111111
11111111111111111111111111111111111111
إن هذا العدد شديد الضخامة والمؤلف من 114 مرتبة هو من مضاعفات السبعة بالاتجاهين كيفما قرأناه. والشيء العجيب جداً أن عملية القسمة على سبعة تنتهي 19 مرة في كل اتجاه!! أي أن هذا العدد الضخم الذي يمثل توزع البسملة على سور القرآن يتألف من 19 جزءاً، كل جزء من مضاعفات السبعة، ولكن لماذا 19 جزءاً؟ لأن عدد حروف البسملة هو 19 حرفاً!
وهنا يعجب المرء من دقة وعظمة هذا التوزع للبسملة في سور القرآن: هل جاء هذا التناسب مع الرقم سبعة وبالاتجاهين بالمصادفة؟ وهل للمصادفة دور في جعل عملية القسمة تنتهي بالضبط 19 مرة بعدد حروف البسملة وبالاتجاهين أيضاً؟
وهكذا عندما نسير في رحاب هذه الآية الكريمة ونتدبَّر عجائبها ودقَّة نَظْمِها وإحكامها فلا نكاد نجد نهاية لمعجزاتها. لذلك مهما حاولنا تصور عظمة كتاب الله فإن كتاب الله أعظم، ومهما حاولنا تخيل إعجاز هذا القرآن فإن معجزته أكبر من أي خيال.
المرجع: القرآن الكريم.