إنها عملية القسمة على رقم محدد، أو مضاعفات هذا الرقم. هذا العدد من مضاعفات السبعة!
6643 = 7 × 949
ونقرأ كما يلي: إن العدد الذي يمثل مصفوفة حروف البسملة هوستة آلاف وست مئة وثلاثة وأربعون، هذا العدد من مضاعفات السبعة، فهو يساوي حاصل ضرب سبعة في عدد صحيح هو 949.
ميزات هذه الطريقة
من أهم مميزات صف الأرقام حسب تسلسلها في كتاب الله تعالى أنها تحافظ على تسلسل كلمات الآية، ولو تغيّر ترتيب أي كلمة فإن العدد المصفوف سيتغير ولن يقبل القسمة على سبعة لأن طريقة صفّ الأرقام حساسة جداً لأي تغيير في عدد أو تسلسل الحروف.
كما أن هذه الطريقة تتميّز عن طريقة الجمع بأن الأعداد الناتجة شديدة الضخامة، فكل كلمة تحتل مرتبة أو منْزِلة: آحاد ـ عشرات ـ مئات ـ آلاف ـ عشرات الآلآف ـ مئات الآلآف ...... وهكذا إذا أردنا كتابة العدد الذي يمثل مصفوف حروف الفاتحة سنجد عدداً من 31 مرتبة أي من مرتبة المليون مليون مليون مليون مليون!!!
إذن طريقة صف الأرقام تناسب معجزة شديدة التعقيد والضخامة تتجلى في القرن الواحد والعشرين. والسؤال: كيف لو مثّلنا حروف كلمات القرآن كله! إن العدد الناتج سيتألف من أكثر من سبعين ألف مرتبة! فتأمل ضخامة أعداد القرآن!!
من الأشياء الممتعة في علم الرياضيات ما يسمى بالسلاسل العددية أو الرقمية، واكتشاف ودراسة هذه السلاسل ساهم بشكل أساسي في تطور جميع العلوم مثل علوم التكنولوجيا الرقمية، ولكن ما هي هذه السلاسل وما الفائدة منها؟
فعندما فكّر العلماء باختراع الحاسبات الرقمية كان لابد من وضع التصميم المناسب لإنجاز العمليات الحسابية داخل هذه الحاسبات الإلكترونية. وبما أن الحاسبة لا تفقه لغة الأرقام، تم وضع الأسس الرياضية لما سمي بالنظام الثنائي الذي يعتمد على رقمين فقط الواحد والصفر.
وفق هذا النظام يتم كتابة أي عدد مهما كبُر أو صغُر، وذلك على شكل سلسلة تتألف من الرقمين 1 و 0 ، ويتكرر هذين الرقمين بما يتناسب مع العدد المطلوب.
الآن نأتي إلى النظام العشري الذي نستخدمه في حساباتنا العادية، وهذا النظام يمكن تمثيله بواسطة سلسلة رقمية أساسها الرقم 10، ويمكن أن نكتب هذه السلسلة من الأعداد:
1 10 100 1000 10000 100000 .......
إذن كل حّد يتضاعف عن سابقه عشر مرات. ولكي لا نثقل على القارئ الكريم بهذه الأعداد نبقى في رحاب الآية الكريمة ونحلل العدد الناتج والذي يمثل سلسلة عددية من الأرقام هي: 6643، فهذا العدد هو سلسلة رقمية يمكن كتابتها وفق المجموع الآتي:
( 3 × 1 ) + ( 4 × 10) + ( 6 × 100) + ( 6 × 1000)
3 + 40 + 600 + 6000
آحاد + عشرات + مئات + آلاف
وهذا يساوي العدد الأصلي 6643 وهو يمثل مصفوف حروف البسملة.
إذن عندما نكتب عدد حروف كل كلمة من كلمات الآية بطريقة صف الأرقام، إنما نقوم بعدّ حروف كل كلمة، ووضع الرقم تحت الكلمة، ونقرأ العدد الناتج والذي يتألف من مراتب (آحاد، عشرات، مئات، آلاف، عشرات الآلاف......)، أي أن كل كلمة تحتل مَنْزِلة تتضاعف عشر مرات عن الكلمة التي تسبقها.
إن وجود السلاسل الرقمية في كتاب الله عز وجل، دليل على أن القرآن العظيم قد سبق علماء الرياضيات إلى هذا العلم بقرون طويلة!!
قبل متابعة المعجزة الإلهية في البسملة نذكّر بأن العدد 6643 لا يمثل مجموع عدد حروف الآية بل هو مصفوف حروف الآية. والسؤال: هل يكفي هذا النظام لضبط حروف الآية وحفظها من التحريف ؟ لنقرأ الفقرة الآتية.
حروف اسم (الله) في أول آية من كتاب الله
لزيادة ضبط حروف الآية وإحكام بنائِها فقد رتب الله عزّ وجلّ حروف اسمه في كلمات الآية بنظام سباعي معجز! وفكرة هذا النظام تعتمد على عدّ حروف اسم (الله) في كل كلمة. إذن لا نعدّ كل حروف الآية بل نعدّ فقط ما تحويه من حروف الألف واللام والهاء، أي حروف لفظ الجلالة (الله) وهذا يعطي:
كلمة (بِسْمِ) عدد حروف الألف واللام والهاء 0
كلمة (اللهِ) عدد حروف الألف واللام والهاء 4
كلمة (الرَّحْمنِ) عدد حروف الألف واللام والهاء 2
كلمة (الرَّحِيمِ) عدد حروف الألف واللام والهاء 2
إذن نحن أمام سلسلة جديدة من الأرقام هي: 0-4-2-2 كل رقم يمثل ما تحويه كل كلمة من حروف اسم (الله) سبحانه وتعالى. ولذلك نعيد كتابة الآية مع الأرقام الجديدة التي تمثل توزع اسم (الله) في كلماتها:
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
0 4 2 2
إن العدد 2240 ألفان ومئتان وأربعون هو عدد يقبل القسمة على سبعة من دون باق، أي هو من مضاعفات السبعة فهو يساوي:
2240 = 7 × 320
إذن العدد الذي يمثل مصفوفة حروف الآية من مضاعفات السبعة، وكذلك العدد الذي يمثل مصفوفة حروف اسم (الله) في الآية من مضاعفات السبعة.
في علم الهندسة بمختلف اختصاصاتها هنالك علم مهمّ يدرس توزع الأشياء الهندسية في مجالات محددة. فمثلاً في علم هندسة الطيران وحتى تكون الطائرة ناجحة وآمنة وتنجز رحلالتها بسلامة، يجب دراسة توزع ضغط الهواء حول جناحيها في كل نقطة، ومعالجة هذه المعطيات بحيث لا تتجاوز حدوداً هي المسموح بها. إذن يتم تقسيم الجناح إلى شبكة مربعات ونقيس الضغط في كل مربع ثم نشكل ما يسمى بمصفوفة المعطيات الرقمية وتتم معالجتها بطرق رياضية معروفة.
يتبع