حذاء الزيدى .. وحذاء الطبيب
صدر في عدد يناير بجريدة المنوفية في باب من هنا نبدأ للأستاذ سعيد القاضي مقالا أعجبني فأردت نقله إليكم:
المقال بعنوان : "حذاء الزيدى .. وحذاء الطبيب" يقول فيه:
ذكرني حذاء منتظر الزيدى الذي أصبح أشهر حذاء في التاريخ بقصة طريفة كنت قرأتها في مطلع شبابي .. وهي قصة خيالية رمزية تحمل الكثير من المعاني .. ومضمون القصة يتلخص في:
ذهب مريض لطبيب مشهور ليعالجه من "البواسير" فقد أصبح لا يستطيع الجلوس لأن أمعائه تتدلي من أسفله بصوره ملحوظة .. فحص الطبيب شخصية المريض وعرف خلفيته الثقافية والبيئية والنفسية ثم أجلسه علي كرسي مفرغ .. وبدأ يحدثه ويثنى عليه ويشيد بأخلاقه ومروءته .. وحبه للخير وانه يقدر مثل هؤلاء الرجال .. وكلما بالغ الطبيب في الثناء علي المريض انكمش المريض حياءً وخجلا من الإطراء والثناء .. ومازال الطبيب يتعامل مع المريض بهذا الأسلوب حتى اختفت أمعاؤه وعادت إلي وضعها الطبيعي وذلك بتأثير الانكماش الناتج عن الخجل والحياء من المديح .. كل ذلك والتومرجى يلاحظ الموقف.. وفي يوم تأخر الطبيب بعض الوقت عن العيادة .. وجاءت حالة مماثلة .. ففكر التومرجى أن يعالجه بهذه الطريقة السهلة .. وطلب من المريض الجلوس علي نفس الكرسي وبدأ معه وصلة المديح والثناء كما سمعها من الطبيب مع المريض السابق .. ولكنه كلما بالغ في مديح المريض ازدادت حالته سوءاً واندلقت أمعاؤه من أسفله أكثر .. في هذه الحالة وصل الطبيب فاستغاث به التومرجى وقال له لم أحب أن أخسر زبوناً فعالجته بنفس الكلمات من مديح وثناء فلم تنجح .. ابتسم الطبيب وقال للتومرجى .. الناس معادن والكلام الطيب يصلح للبعض ولكنه يفسد البعض الآخر.. ولكن ناولني حذاءك وأخذ يضرب به المريض .. وكلما ازداد في الضرب انكمش المريض وتقوقع حتى عادت أمعاؤه إلي وضعها الطبيعي .. ثم التفت الطبيب للتومرجى وقال له : بعض الناس يعالج بالكلمة الطيبة وتخجله فينكمش والبعض الآخر لو أثنيت عليه انتفخ وتمدد وتطاول .. ومثل هؤلاء لا يشفيهم من أمراضهم إلا ما رأيت حتى يعودوا لصوابهم ويعرفوا أحجامهم .
قصة عبر عنها الشاعر القديم:
إذا أنتَ أكرمتَ الكريمَ ملكتهُ.. وإنْ أنتَ أكرمتَ اللئيمَ تمرّدا
فهل منتظر الزيدى قرأ هذه القصة وحاول تطبيقها بعد أن فشل التومرجى في علاج بوش؟؟؟؟؟
منقول